القائمة الرئيسية

الصفحات

الرأى العام فى إسرائيل عن الشعوب العربية والرأى العام العربى عن إسرائيل (بحث شامل محايد) الجزء الرابع (لبنان)

 الرأى العام فى إسرائيل عن الشعوب العربية والرأى العام العربى عن إسرائيل (بحث شامل محايد) الجزء الرابع (لبنان)

* الرأي العام الإسرائيلي تجاه لبنان

الرأي العام الإسرائيلي تجاه لبنان والشعب اللبناني وحزب الله معقد ومتعدد الأوجه ، ويتأثر بالتاريخ العسكري، التوترات الأمنية، والتفاعلات المجتمعية. إليك تحليل مفصل:

1. نظرة إسرائيل إلى لبنان : بين "الدولة" و"حزب الله"

- لبنان كدولة : تنظر إليها إسرائيل على أنها دولة ضعيفة وفاشلة بسبب الأزمات الاقتصادية والانقسامات الطائفية (أزمة 2019)، لكن يتعاطف الشعب الإسرائيلى بشكل نسبي مع الشعب اللبناني الذي يعاني من سيطرة حزب الله.
- حزب الله كعدو رئيسي : يُعتبر "دولة داخل الدولة" والعامل الأساسي في تشكيل الرأي الإسرائيلي السلبي تجاه لبنان. إسرائيل تفرق بين الشعب اللبناني وحزب الله في خطابها الرسمي، لكنها تعامل لبنان ككيان موحد في العمليات العسكرية (مثل حرب 2006).

2. الرأي العام تجاه الشعب اللبناني: تعاطف مشروط

- تعاطف مع المعاناة الاقتصادية : الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على الأزمات في لبنان (انفجار مرفأ بيروت 2020، الانهيار المالي)، مع تقديم مساعدات إنسانية رمزية أحياناً (مثل إطفاء حرائق لبنان عبر الحدود 2021).
- شكوك حول "العداء التاريخي" : كثير من الإسرائيليين يعتبرون اللبنانيين "شركاء في الكراهية" بسبب دعم جزء منهم لحزب الله، رغم معرفتهم أنه ليس كل اللبنانيين مؤيدون للحزب.
- الذاكرة الجماعية : حروب لبنان (خاصة 1982 و2006) خلقت صورة سلبية عن لبنان كـ"ساحة حرب" أكثر من كونه دولة جارة.

3. حزب الله: العدو الأكثر كرهاً في إسرائيل

- تهديد وجودي : يُصور حزب الله في الإعلام والإعلام العبري على أنه خطر أكبر من إيران نفسها بسبب ترسانة الصواريخ وقدراته العسكرية.
- الخوف من حرب شاملة : 85% من الإسرائيليين يعتقدون أن مواجهة مع حزب الله مسألة وقت (بحسب استطلاعات 2023)، خاصة بعد تبادل القصف عبر الحدود في 2023-2024 وقبل العمليات الأخيرة فى 2025.
- الكراهية الشعبية : حزب الله يُعتبر "منظمة إرهابية" بلا شرعية حتى بين اليسار الإسرائيلي، بسبب هجماته على المدنيين (مثل تفجير الحافلة في بورغاس 2012).

4. التفاعل المجتمعي: عزلة وانعدام ثقة

- لا تواصل مباشر : لا توجد علاقات دبلوماسية أو سياحة بين البلدين، والتفاعل الوحيد يكون عبر:
- وسائل التواصل الاجتماعي : بعض اللبنانيين والإسرائيليين يتواصلون سراً، خاصة للمناقشات السياسية.
- الحدود : يتواصلون أحياناً في مناطق مثل مزارع شبعا مزارعون لبنانيون وإسرائيليون .
- اللاجئون السوريون في لبنان : إسرائيل تعتبرهم تهديداً محتملاً بسبب نفوذ حزب الله بينهم.

5. المستقبل: سيناريوهات متوقعة

- استمرار الوضع الراهن : إذا بقي حزب الله مسيطراً، ستبقى إسرائيل تنظر إلى لبنان كـ"ساحة حرب" وليس جاراً.
- في حال ضعف حزب الله : قد تظهر دعوات إسرائيلية لـ"إعادة إعمار لبنان" كحاجز ضد إيران، لكن مع شروط أمنية صارمة.
- التطبيع غير المرجح : حتى لو تغيرت الحكومة اللبنانية، الصراع العربي-الإسرائيلي والذاكرة الدموية تجعل العلاقات شبه مستحيلة.
الخلاصة:
- إسرائيل تفصل بين "الشعب اللبناني" و"حزب الله" في الخطاب، لكنها تعاقب لبنان ككل بسبب سيطرة الحزب .
- لا تعاطف جماعي مع لبنان رغم التعاطف الفردي مع معاناة المدنيين.
- حزب الله هو العامل الأكبر في تشكيل الكراهية الإسرائيلية ، وأي تغيير في الرأي العام مرتبط بمصيره.

* الرأي العام اللبناني تجاه إسرائيل

الرأي العام اللبناني تجاه إسرائيل عدائي بشكل كاسح ، وذلك بسبب تاريخ من الصراعات العسكرية، الاحتلال، ودور إسرائيل في السياسة الإقليمية. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات الدقيقة بين الفئات المختلفة داخل لبنان. إليك تحليل مفصل:

1. العداء التاريخي والسياسي

- الصراعات العسكرية : حروب 1948، 1967، 1982 (الاجتياح الإسرائيلي للبنان)، وحرب 2006 (بين إسرائيل وحزب الله) خلقت ذاكرة جماعية مؤلمة لدى اللبنانيين، خاصة مع تسبب إسرائيل في دمار كبير وتشريد مدنيين.
- الاحتلال الإسرائيلي للجنوب (1978-2000) : لا يزال كثير من اللبنانيين، خاصة في الجنوب، يذكرون الفظائع التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال احتلالها، مما عزز الكراهية.
- القضية الفلسطينية : يعتبر معظم اللبنانيين أن إسرائيل "كيان احتلالي" لفلسطين، ويظهرون تضامناً قوياً مع الفلسطينيين، خاصة في مخيمات اللاجئين في لبنان.

2. موقف الطوائف اللبنانية من إسرائيل

- حزب الله والطائفة الشيعية :
- يعتبر حزب الله إسرائيل "عدوًا وجوديًا" ويبني شرعيته على "المقاومة" ضدها.
- غالبية الشيعة في لبنان يدعمون هذا الخطاب، رغم أن بعضهم قد يعارض سياسات الحزب دون الاعتراض على عدائه لإسرائيل.
- المسيحيون (خاصة الموارنة) :
- تاريخيًا، كان بعض الزعماء المسيحيين (مثل بشير الجميل) يتعاونون مع إسرائيل خلال الحرب الأهلية، مما خلق انقسامًا.
- اليوم، غالبية المسيحيين يرفضون إسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين والعدوان على لبنان، لكن بعضهم قد يكون أكثر واقعية في التعامل مع الأمر (خاصة في الجيل الشاب).
- السُنّة والدروز :
- يُظهر السنة عادةً موقفًا معاديًا قويًا لإسرائيل، مع تأييد للمقاومة الفلسطينية.
- الدروز أكثر انقسامًا، فبعضهم (مثل وليد جنبلاط) يدعو لموقف عملى واقعى ، بينما آخرون يرفضون أي تواصل.

3. الرأي العام بعد حرب 2006 وأزمات لبنان

- حرب 2006 : عززت صورة إسرائيل كـ"عدو وحشي" بعد قصف البنية التحتية وقتل المدنيين.
- الأزمات الاقتصادية (2019-الآن) : رغم المعاناة، لم يتحول الغضب الشعبي إلى قبول بإسرائيل، بل زادت الكراهية بسبب اتهامات بأن إسرائيل تستفيد من انهيار لبنان.
- انفجار مرفأ بيروت (2020) : بعض اللبنانيين اتهموا إسرائيل بالانفجار (بدون أدلة)، مما يعكس مدى انتشار نظريات المؤامرة المعادية لإسرائيل.

4. إمكانية التطبيع في المستقبل؟

- رفض شبه كامل : لا يوجد أي حزب لبناني رئيسي (حتى المسيحيين) يجرؤ على الدعوة للتطبيع مع إسرائيل بسبب الحساسية الشعبية.
- العلاقات غير المباشرة : بعض اللبنانيين يتعاملون مع إسرائيل عبر قبرص أو دول أخرى في مجالات مثل التجارة أو السياحة، لكن هذا نادر ويتم في الخفاء.
- سيناريو التغيير : الوحيد الذي قد يخفف العداء هو:
1. حل القضية الفلسطينية.
2. انهيار نفوذ حزب الله.
3. تحسن الأوضاع الاقتصادية في لبنان (مما قد يقلل من استخدام إسرائيل كـ"عدو موحِّد").

5. الخلاصة : كراهية عميقة لكن مع فروقات داخلية

- حزب الله والشيعة : عداء مطلق لإسرائيل بسبب صراعها مع إيران
- المسيحيون : معاداة واسعة، لكن بعض الواقعية العملية نظراً لتاريخ من التعاون الفاشل ، وبسبب القضية الفلسطينية
- السُنّة : رفض قوي وتضامن مع فلسطين نظراً للهوية العربية والإسلامية
- الدروز : معاداة مع بعض الاستثناءات بسبب ولاءات سياسية متغيرة

النتيجة النهائية:
لبنان هو واحد من أكثر الدول العربية عداءً لإسرائيل ، والرأي العام لا يظهر أي بوادر تغيير في المدى المنظور. أي محاولة للتطبيع ستواجه مقاومة شعبية وعنفًا محتملاً.

 

أنت الان في اول موضوع

تعليقات