الرأى العام فى إسرائيل عن الشعوب العربية والرأى العام العربى عن إسرائيل (بحث شامل محايد) الجزء الأول (مصر)
* الرأى العام فى إسرائيل عن مصر.
رأي الشعب الإسرائيلي تجاه مصر في الفترة الأخيرة يعكس مزيجًا من الاحترام الحذر والشك السياسي، ويتأثر بشكل كبير بالتطورات الإقليمية، خاصةً الحرب في غزة، ومواقف مصر من الصراع، إلى جانب دورها في الوساطة بين إسرائيل وحماس.
1. الاحترام والتقدير للدور الإقليمي المصري
الكثير من الإسرائيليين يعتبرون مصر شريكًا مهمًا في حفظ الاستقرار، خصوصًا فيما يتعلق بأمن الحدود في سيناء، ومراقبة معبر رفح، ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة. يُنظر لمصر على أنها وسيط محوري لا غنى عنه، حتى إن لم تكن العلاقة دافئة.
2. الشك والريبة السياسية
رغم التعاون الأمني، هناك حالة من الريبة بين الشعبين. يرى كثير من الإسرائيليين أن مصر لا تبذل كل الجهد المطلوب لمنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق بين غزة وسيناء، ويعتقد البعض أن النظام المصري يستخدم موقفًا مزدوجًا: تعاون أمني سري، ومواقف سياسية وشعبية مناوئة لإسرائيل علنًا.
3. رد فعل على الخطاب المصري والإعلام
يتابع كثير من الإسرائيليين الإعلام المصري، ويشعرون أن مصر لا تزال تغذّي مشاعر العداء لإسرائيل في خطابها الشعبي والثقافي، خاصة في التلفزيون والدراما والجامعات. وقد أظهرت دراسات إسرائيلية أن أغلب وسائل الإعلام المصرية الحكومية تُعبّر عن مواقف سلبية ضد إسرائيل.
4. غياب الثقة مقابل غياب العداء المباشر
رغم هذه الريبة، لا يظهر في الرأي العام الإسرائيلي خوف أو عداء مباشر تجاه مصر، بل يعتبرون أن الجيش المصري لا يُشكّل تهديدًا حقيقيًا في الوقت الراهن، مقارنة بإيران أو حزب الله.
* خلاصة رأي الشعب الإسرائيلي تجاه مصر حاليًا هو مزيج من تقدير للدور الإقليمي - قلق من النوايا بعيدة المدى - شك في التزام مصر الحقيقي بالسلام لكن دون عداء أو تهديد مباشر ويمكن القول إن العلاقة بين الشعبين لا تزال في إطار "السلام البارد" القائم على المصالح وليس على الثقة أو التقارب الشعبي.
* الرأي العام فى مصر تجاه إسرائيل (بين الرسمي والشعبي)
تظل نظرة الشعب المصري لإسرائيل معقدة ومتأثرة بعوامل تاريخية وسياسية ودينية، رغم مرور أكثر من 40 عاماً على معاهدة السلام بين البلدين. فبينما تتعاون الحكومات المصرية والإسرائيلية في مجالات أمنية واقتصادية، يظل العداء الشعبي لإسرائيل قوياً، وإن كان بدرجات متفاوتة.
العوامل المؤثرة في الرأي العام المصري
1. الإرث التاريخي والنفسية الجماعية
- لا يزال الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة حروب 1948 و1967 و1973، حاضراً بقوة في الذاكرة الجمعية المصرية.
- تُصور المناهج الدراسية والإعلام المصري إسرائيل كـ"عدو احتل أرضاً عربية"، مما يعزز الصورة السلبية.
- تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية في الوعي المصري، مما يجعل التعاطف مع الفلسطينيين عاملاً رئيسياً في رفض التطبيع.
2. السياسة الرسمية مقابل الرأي الشعبي
- تلتزم مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل منذ 1979، وتتعاون معها أمنياً (خاصة في سيناء) واقتصادياً (مثل صفقات الغاز).
- لكن معظم المصريين يرفضون أي علاقة علنية مع إسرائيل، ويعتبرون السلام "سلام حكومات لا شعوب".
- ظهر ذلك جلياً في احتجاجات ضد التطبيع خلال العدوان الإسرائيلي على غزة .
3. دور الإعلام والخطاب الديني
- الإعلام المصري الرسمي يتجنب الهجوم المباشر على إسرائيل، لكن الفضائيات والصحف الخاصة غالباً ما تنتقد السياسات الإسرائيلية.
- الخطاب الديني في المساجد يربط بين "تحرير فلسطين" و"الواجب الديني"، مما يعمق العداء الشعبي.
- وسائل التواصل الاجتماعي تعكس غضباً شعبياً رهيباً متزايداً كل يوم ، خاصة خلال الأزمات مثل حرب غزة ومحاولات إقتحام المسجد الأقصى .
4. الأجيال الجديدة
- كبار السن مازالوا يحملون ذكريات الحروب، ويعتبرون إسرائيل عدوّاً استراتيجياً.
- بعض الشباب يرون أن الصراع مع إسرائيل ليس أولوية مع الأزمات الاقتصادية الداخلية.
- لكن الغالبية العظمى من الشباب ترفض التطبيع، وتدعم القضية الفلسطينية، وإن اختلفت درجة التعبير عن ذلك.
الخاتمة : سلام بارد وعداء دافئ رغم التعاون الرسمي، يظل العداء الشعبي المصري لإسرائيل قوياً بسبب : الإرث التاريخي والنفسية الجماعية - دعم القضية الفلسطينية - تأثير الخطاب الديني والإعلامي ، لكن في السنوات الأخيرة، بدأت تظهر أصوات (محدودة) تدعو لإعادة تقييم العلاقة مع إسرائيل من منظور مصلحي، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة. ومع ذلك، يبقى الرأي العام المصري رافضاً لأي تطبيع علني، مما يجعل العلاقة بين الشعبين في حالة من "السلام البارد" المُسيطر عليه رسمياً.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم على المحتوى يٌهمنا ويٌشجعنا ويٌوجهنا